المساحة الفارغة في محيط حمام "سيدنا ابراهيم" التي سببها الاحتلال بهدمه "البيمارستان/ المشفى الذي بناه السلطان محمد بن طولون قبل 600 عام تقريبًا" الذي أصبح فيما بعد (دار الشرباتي التحاتا)، من أجل اقامة حي يهودي استيطاني في المدينة، لم تطمس ذكرى الحاجة "عائشة عبد المعطي الشرباتي مواليد 1903م" وهي تمشي في قنطرة الحمام نحو مسجد السنية إلى زاويتها المعروفة، التي كانت قِبلة لتعليم النساء، ومرجعًا للرجال في القضايا التي كانت تستعصي عليهم، لم تكن فقيهة في الدين والحكم فقط، بل كان لها الفضل في تعليم أكثر من 50 امرأة أصول الخياطة في مدينة الخليل، مما ضمن لتلك النساء دخل مادي خاص لإعالة أسرهن. هذه التنشئة العائلية ذات الحضور المؤثر في المحيط الاجتماعي والاقتصادي للمدينة، خلقت منه شخصية ذات أبعاد قيادية خاصة في المواقف التي تحتاج شجاعة ضد كل أشكال الظُلم والسيطرة. (ثورة الحشاشين) 1956 كان للحاج حاتم ناصر الشرباتي موقع بارز فترة تأسيس (حزب التحرير الاسلامي) والدفاع عنه في ظل المنع وملاحقات الشرطة الأردينة (فترة حكمها للضفة الغربية 1949-1967) فعندما تم اعتقاله في سجن "العمارة/قرن الثور" عام 1956 قام هو وأربعة ممن معه بتحريض 50 مسجون آخرين من (الحشاشين والمهربين) بعدم الوقوف للحاكم العسكري الأردني "حسن الكاتب" عندما زار السجن تلك الفترة، حيث أدت تلك الثورة إلى تمديد سجن البعض إلى ثلاث سنوات ونقلهم إلى سجن الجفر. قمعت الأردن مناصري حزب التحرير بتحريض من بعض القوى الحزبية الاسلامية في البرلمان وأجبرت مرشهم (أسعد بيوض) للإنسحاب من الانتخابات، عرفت هذه الفترة مجادلات رافقت تأسيس حزب التحرير، خاصة مع قيادات حزب الاخوان المسلمين والتي تمثلت بزيار الشيخ القرضاوي للمدينة للتفاوض مع رجالات الحزب، المقرببن من مؤسسه النبهاني الذي علم في مدارس الخليل بداية الخمسينيات. (الدبابات الأردنية على طريق تحرير السموع) كان والد الحاج حاتم الشرباتي السيد ناصر الشرباتي من أهم التجار في مدينة الخليل، وعمل العائلة في تجارة الأقمشة إلى جانب وكالة شركة "سنجر" لمواكين الخياطة والراديو الترانزستور، لم يمنعهم عن قول كلمة الحق، فعندما وكل رئيس الغرفة التجارية "أحمد العويوي" الحاج ناصر الشرباتي لقول كلمة التجار في الاجتماع الذي عقدته الحكومة الأردنية من أجل الضغط على أهل المدينة، لوقف المظاهرات التي عمت الشوارع عقب اجتياح القوات الاسرائيلية لقرية السموع عام 1966، بسبب شعور الناس بالخطر وعجز الجيش الاردني عن حمايتهم، وقف بين الحاضرين بالاجتماع وتساءل عن سبب غياب الجيش الأردني وعدم تقديم الحماية للناس، ففهم المحافظ أنه يؤيد تلك المظاهرات، تأجج الموقف بين الحاضرين مما دفع رئيس بلدية الخليل "محمد علي الجعبري" بالقول بأنه هاتف (سيدنا) يقصد به ملك الاردن، وقال له بأن القوات والدبابات الاردنية بالطريق إلى السموع، فقال له الحاج ناصر: "قول لسيدك لحد ما يجي الترياق من العراق، بيكون الملدوغ ميت". جانب من الحوار الذي أجراه فريق التأريخ الشفوي التابع لنادي الندوة الثقافي يوم أمس السبت 17/9/2022 مع الحاج حاتم الشرباتي "أبو ناصر".