1 قراءة دقيقة


ديوان شعر" أشواك الحناء" للزجال ،والشاعر الشعبي مثقال الجيوسي ، ومقدم برنامج سهرة شعبية على إذاعة فلسطين، وبرنامج ساق الله أيام زمان على  قناة فلسطين الفضائية ، وبرامج تراثية في إذاعات وتلفزة محلية، ومثل في عدة مسرحيات، ومسلسلات تلفزيونية.

      الديوان بحجم 137 صفحة من القطع المتوسط ، جمع وإعداد ، وترتيب ،وتقديم نجيب صبري يعاقبه ، وصدر الديوان  عن بيت الشِعِرْ الفلسطيني –وزارة الثقافة الفلسطينية في طبعته الأولى سنة 2010م  لتعريف القارىء على المنجز الشعري الفلسطيني المعاصر.

     أشار السيد نجيب صبري يعاقبه في تقديمه للديوان:" في هذا الديوان الزجلي لواعج شاعر جميل ، تموسقت على بحور الشعر العذبة ، وكتبت في صور بلاغية جذابة ، وتقولبت بلغة الشعر المزهرة. وبكل هذه الفنون  ،استطاع  زاجلنا أن يحلق في فضاءات شاسعة ، وان يرسم لذاته الصورة التي يحب أن نراه عليها، فمع أنه من حُداةِ الوطن المبدعين ،إلا أنه آثر أن يوثق نفسه شاعرا زجليا".

 وللشاعر مثقال الجيوسي رأي في الزجل عبر عنه بالأبيات الزجلية الآتية:

الزجل بسمه وعليها تشر دمع

الزجل أستاذ وكتاب وعوافي

الزجل مش صوت للكلمات شفعا

الزجل هبات ونيران مطافي

الزجل م يكون في الميدان فزعا

الزجل مش بس ترتص القوافي-صفحة 5.

كما وصف الأدوات التراثية الشعبية وفي لاوصف الطابون قال:

طابون ستي الهني والزيت والخبزات والراعي شبابتو بتموج في الخلي

وابوي في هيبتو بيعشب الغرسات والفاس توكل عشب للفاس بيصلي.

وفي وصف الثوابت الفلسطينية في العرف والعادة يقول:

ما كان طارش يجي الا على الديوان والقهوة تنقر ع نار الجود مشعولي

تحتي توتي سوا منضيف الضيفان ضحكات كلها صفا من شفاف معسولي

وعن الفاجعة يقول:

مطرح بيوت الشعر اصبح حقل ألغام يا حيف درب الشؤم اضحى ركوبتنا

وللجد والجدة والأمم والأب مكانتهم المقدسة في صدر نظم الزاجل:

لما خريف العمر الها زار صارت عصايتها تنادينا

تَ نشيلها وتقعد عَ باب الدار ودعواتها انحقق أمانينا

وفي انكساره أمام من يحب يقول:

محقون في الصور حزن يعقوب بشفق لو انو شافني أيوب

صار الدمع من فوق خدي يروب شبعوا اللي عرفوني شماته في

وما حس بي الا حجار الدار

قسم الديوان إلى ستة فصول ، شمل الفصل الأول إحدى عشرة قصيدة من النمط الشروقي ،  منها:  قصيدة تِرْخَصْ لعين الوطن، ولما تعودوا الوطن،وأَسْرَجَتْ مهر السبق ، ورحلة الحرمان،وليل الأمس ،وحروف الحكي،وشو هالحلا،وبيت الشِعِرْ.

 هذه أبيات من النمط الشروقي:

شو بحب أرض الوطن فيها إلي حكايات

جدي بيدر قمح يسهر على الحلي

بيجو طيور المسا في ثمهم نايات

يحدو لسيدي طرب ويكون متجلي.صفحة 9.

      ضم الفصل الثاني خمس قصائد على بحر الرجز-الكامل منها :"فينا عشق ،رمضان،يا وطن ،الأسير أبو كَرَم  ،لما رُحِت ، ومن أبيات القصيد:

فينا عشق قد الدني وسكانها

فينا نغم قد الدني وألحانها

عنا قلوب بيوسعو كل البشر

من هلي زهر بالمحبة لسانها

بترش عا وش الأرض زخة مطر-صفحة 21.

   خصص الفصل الثالث لقصيد  الوافر وعدد قصائده ست وثلاثون قصيدة منها:بيت صغير ،ي ليل الحب ،الألفين وثماني،شمس الصبح  ،وهج عينيك ،معي احكي  ،خذيني، خيول الشعر.

أبيات مختارة على بحر الوافر:

الهوى اللي يهب من عندك مقدس

وأما الفجر من نورك تنفس

بغرفتك لما بتشقي البرادي

من الطلات ليل العتم بنعس

وهج عينيك بيصحي  الشوادي

وينثر عا مدى عيونك ملبس-صفحة 43.

كما تضمن الفصل الرابع ثلاث وثلاثون قصيدة  على البحر السريع منها :"امبارحا في الليل ،لا تقتليني ، هي الفجر ،خيوط الشمس ،ظليت ابكي"

 أبيات شعر مختارة على بحر السريع:

لا تقتليني بتدفعي الديي

ولو مت ما بتلقيش عا زيي

شاعر الك بيصور الكلمات

بغزل من الأشواك غنيي

ل تجهزي عا قتلتي الدمعات

ل تجهزي لثياب تعزيي

إنتي ذبحتيني الك ضربات

مثل الدويري إل مسكتو الحيي-صفحة 75.

ثم أورد مجموعة قصائد على المعنى –بحر الرجز-الكامل ، قصيدة  طويلة ضمت   391 شطرة من أبياتها:

الناس من ضعف الحكي مش راضيه

الكلمة القوية ع الضعيفة قاضيه

ما في حدا بيحب يسمع للضعيف

وما في ضعيف إلا وكلمتو فاضيه-صفحة 95.

  ختم الديوان بقصائد القرادي وعدد شطراتها 164 شطرة

منها لازمة:حبك غيرلي الحياة صرتيلي آخر صيحة

لولاكي بين الوردات ما الهم عطر وريحة-صفحة 120

ولازمة:طيور الهم علي تحوم تا بطلت أكتب وقرا

إن ما شفنا الحلو اليوم

ما بدنا نشوفو بكرا-صفحة 122.

ولازمة  :"غني يا طير الشادي طيب الألحان

عيد البسمة ل بلادي وعيد الخلان-صفحة 132.

بعد هذا العرض السريع يمكن الإشارة إلى الملاحظات الآتية والتي أتفق فيها مع الشاعر الشعبي الكبير، والمربي القدير، السيد نجيب صبري يعاقبه في مقدمته للديوان:

1-نظم الزجال والشاعر مثقال الجيوسي قصائد الديوان على نمط الشروقي ن والرجز الكامل ، والوافر ،والسريع  والقرادي والمعنى .

2-ضبط الحركات من فتحة وضمة وسكون وعلامات ترقيم أعطى الديوان قوة لغوية وسلاسة في اللفظ لمن يقرأ الديوان.

3- عبر الزجال عن سماته الشخصية من حماسة وقوة واعتداد بالنفس في المناظرة والمساجلة الشعرية.

4- يظهر القلق، والتوتر بوضوح في قصائده الزجلية ،ولواعج نفسه من حسرة ، وألم ، وخيبة أمل ، وانفعالات قوية.

5-امتازت  قصائد الديوان الزجلي بالإدراك العميق للروح الشعرية ، والتعبير عن التجارب الشخصية التي مر بها الشاعر ،وحبه وتحمسه للوطن والقضية .

6-يا حبذا في الطبعة الثانية التوسع في القصائد على أنماط زجلية أخرى أو إضافة قصائد في ديوانك الشعري القادم :محاولات شعرية وغزليات.

7-تفسير المفردات الواردة في كل قصيدة باللهجة المحكية.

8-نشر وتعميم الديوان على شبكة الانترنت.

         الله يعطيك العافية-الشاعر الزجلي مثقال الجيوسي- على الجهد المبارك الذي تبذله في سهراتك الشعبية ،وبرامجك الإذاعية وحفلاتك الشلبية ، واستضافتك لسدنة التراث الشعبيومناقشة مواضيع اجتماعية واقتصادية تهم المصلحة العامة ،ولك كل الشكر، والعرفان، والتقدير على هذا الجهد الدؤوب الذي تحرص فيه على توثيق الذاكرة الفلسطينية ،حيث أضأت قنديلا في مجال الزجل الشعبي الفلسطيني ،والنضال الحضاري  الفلسطيني بالكلمة ،والقصيدة  الزجلية التي تشحذ الهمم في ساحة الميدان

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.