كانت تخرج أشهر فنانات السينما المصرية على شرفة الفندق الخاص بوالدي بمظهر أقل جمالًا بكثير من خروجهن في المساء، لإطلاق أعمالهم الفنية في دور السينما المنتشرة في يافا - هكذا كانت تقول لنا أمي - التي كثيرًا ما كانت تتواجد في الفندق الذي يملكه والدي وعمي في حي النزهة في يافا، بعد نكبة فلسطين عندما ذهب والدي ليبحث عن بيتنا في حي البصة لم يجده، لكن والدتي كانت تصر على أنها لن تتوه عنه مهما غير المُحتل من ملامح المدينة، ذهبت إلى هناك وبحثت عنه طويًلا لكنها لم تجده، لم تعترف بأنه هُدم، حتى آخر أيامها رفضت زيارة يافا كي يبقى البيت في مكانه كما في ذاكرتها، وتلك العمارات الطويلة التي بنيت مكانه لم تكن سوى وهمًا. (لقاء مع السيدتين رياض واعتدال عبد الشكور احريز/ الخليل 17/11/2022) لم يمتلك السيد عبد الشكور احريز مواليد الخليل 1915م فندقًا في يافا فقط بل كان له فندق آخر في شارع مأمن الله في القدس أيضًا، ونكبة فلسطين عام 1948م كان لها نفس أثر النكسة 1967م فيافا والقدس خضعت للسيطرة الإسرائيلية وقوانينها العنصرية التي حاربت الفلسطيني بكامل ارثه الاقتصادي والاجتماعي، وهذا الواقع الاحتلالي امتد لمدينة الخليل، مدينته الأم التي بدأت تعاني من استيطان إسرائيلي امتد في قلبها مثل السرطان قاتلًا كل شيء حضاري وجميل. كانت مدن فلسطين واحدة ومدن الجوار أيضًا، فجواز السفر هذا التي أصدره السيد عبد الشكور احريز وطلب فيزا لزيارة دمشق من القنصلية السورية في القدس سنة 1946م واستقل القطار إليها من يافا ودخلها عبر معبر اليرموك، ينتهي عام 1951م لكن عام 1948م انتهى كل شيء، أغلقت تلك المعابر والقنصليات وظل اسم فلسطين محفور في قلب 7 مليون لاجئ حول العالم.