(الخليل أشبه بمدينة أوروبية ليس في بريطانيا بالتأكيد ولكن في جزء نائي من إيطاليا هكذا رأيناها أكثر من أي مدينة أخرى في فلسطين، فهناك بعض المؤشرات على الازدهار والحياة فيها مثل الآبار الوفيرة وأحواض المياه، والحدائق وكروم العنب، والجدران والبيوت الغير مهدمة، وحتى الطرق) الأمير ألبرت ادوارد ولي عهد بريطانيا في زيارته للخليل عام 1862م. يعتبر عام 1850م بداية الانتعاش لمدينة الخليل بعد سلسلة الكوارث التي حلت بها في النصف الأول من القرن التاسع عشر، خاصة بعد حربها المستعرة مع قوات إبراهيم باشا التي غزت المدينة من مصر عام 1831م وحاصرتها لسنوات طويلة، والزلزال الذي دمر العديد من بنيتها التحتية عام 1837م، ونهب القوات العثمانية لها إثر ثورات جبل الخليل المتتالية، حيث يصف الرحالة "ألكسندر شولش" 1856م بداية ملامح التعافي من تلك النكبات حيث عاد للمدينة وضعها التجاري الهام، خاصة في صناعة الزجاج (البوهيمي) والحلي الزجاجية التي كانت تحتل مكانة مرموقة في كافة أسواق بلاد الشام والقاهرة، حيث وصف روعة صناعة المصابيح الزجاجية والمجوهرات الملونة مثل الأقراط والأساور والقلائد، وكان يعمل في المدينة ما يقارب 150 شخص في هذه الصناعة، إلى جانب صناعة قرب الماء الجلدية ومنتجات كروم العنب.