عرفت فلسطين نهضة مسرحية مبكرة جدًا في العالم العربي، وكانت المقاهي بدايات القرن العشرين هي الملتقى الثقافي الأول في الفضاء العام الفلسطيني، وتشير الوثائق إلى أن مقهى البلور في يافا عام 1907 احتضن أول عمل مسرحي بعنوان "جنفياف" قدمته فرقة حسن حسني، وعرفت مقاهي أخرى مثل مقهى المعارف في القدس، والنيو بار في يافا، وزهرة الشرق في حيفا وغيرها الكثير تمظهرات مسرحية وموسيقية متعددة أسهمت في رفعة المدينة الفلسطينية آنذاك. ثم تطورت تلك الحركة بعد عام 1910م، وشهدت تلك الفترة بداية ظهور نخب من هواة المسرح في أغلب المدن الفلسطينية، وتم تقديم الروايات المترجمة مثل "روميو وجولييت وشهيد الوفاء" التي قدمت على مسرح المعارف في القدس عام1910، ومسرحية "البرج الهائل" على مسرح الخواجا فاينكولد عام 1911، ومسرحية "هاملت" في غزة نفس العام. المسرح الفلسطيني في مدينة الخليل كان له دور في تطور حركة المسرح الفلسطيني بدايات القرن العشرين، ويرجع توثيق تلك الحركة المسرحية إلى فترة مبكرة في الصحافة العربية في فلسطين، ومن ما ورد في تلك الصحف ما نقلته صحيفتي "فلسطين" والجامعة العربية" و "اللواء" بأعدادها الصادرة ما بين 1929-1932م، ومن أبرز تلك المسرحيات : مسرحية اليرموك 1932 التي ذهب ريعها لبناء دار رعاية للأطفال في الخليل، وتم عرضها بالأردن بعد فترة قصيرة تحت رعاية الامير عبد الله. مسرحية ذي قار عام 1929 على مسرح مدرسة الهداية في الخليل التي ذهب ريعها لاغاثة المنكوبين إثر ثورة البراق . مسرحية "الأولاد والضفادع" و "فلسطين في دور الشقاء" على مسرح مدرسة الاصلاح الاسلامية. مسرحية "صلاح الدين" 1921، التي عرضت في ساحة المدرسة الأميرية. ومسرحية"أسد البادية" 1929 على مسرح المدرسة الاميرية التي جمعت المدرسة فيها اكثر من ٦٠ جنيه فلسطيني لدعم المدرسة وتطويرها. في سياق آخر نستطلع عدة مظاهر مهمة للمجتمع الفلسطيني في مدينة الخليل، أهمها وجود نشاط حيوي ومهم للجمعية الاسلامية المسيحية في الخليل برئاسة طالب مرقة، وهذا ما ورد في جريدة الجامعة العربية/1922م. أما ما ظهر في جريدة فلسطين عام 29/1/1932, هو استنكار اهل الخليل استئجار زعماء اليهود مع السيد "محمد شكري الحرباوي" ثلاث دكاكين لفتح معصرة خمور في سوق المدينة. في المرفق صور لجريدة الجامعة العربية عام 1922/1929 وعام 1932، وجريدة فلسطين1932 واللواء 1930. بقلم أحمد الحرباوي