1 قراءة دقيقة

الذاكرة وطن... و الذاكرة مقاومة ! و التاريخ ليس الماضي فقط بل الماضي و الحاضر 




قراءة بقلم زكية عياش


في هذا الكتاب بزخمه التاريخي و ذاكرته المتوهجة حملتنا الكاتبة (نسب) ولاسمها نصيب من المحتوى، عبر توثيق لحقائق مغيبة، لماض مجتمعي  فلسطيني حافل وغني بالأحداث يرتكز على ثلاثة عناصر: أولها الجزء المهم الذي تظهر فيه الأنثروبولوجيا التاريخية واضحةجلية، حيث تتباين ذاكرة الوراثة (le code génétique) في بداية الكتاب ،و التي تنظر فيه الكاتب للذاكرة الجمعية بأهمية بالغة، ارتكزت على السرد الشفوي التدريجي و الذي بدوره ينتقل بالقارئ إلى الغوص في الذاكرة الأسرية التي ترتكز على أمثولة الأصل (la mythe d'origine).
 وانطلاقًا من حقيقة أن الذاكرة التاريخية موروثا روائيا كانت أم وثائقيا فهي تمثل المادة الخام للتاريخ و بدونها لا يمكن إعادة بناء الحاضر المستمد من الماضي، وكما ورد في الكتاب و بإسهاب و بشهادات حية لأشخاص عاشوا مأساة التهجير و الإقصاء من الأرض، و بمختلف الطوائف و الأديان، حيث فكرة الإجلاء و التهجير  كانت تطال كل ما هو عربي/ فلسطيني، فكان لسياسة الاحتلال آنذاك و المتمثلة في مجموعات الهاغانا والمحاكم العسكرية من تنمر و تنكيل و تهجير و استيلاء على أدنى حقوق الفرد، و من ثم البحث عن متعاونين للمقايضة على الخدمة مقابل البقاء في أرضهم،فكان لسياسة ( فرق تسد) المتبعة بالغ الأثر السلبي في العلاقات الاجتماعية داخل القرية الواحدة بمختلف طوائفها. رغم ذلك كتب الفلسطيني ذاكرة تاريخه ابتداء من ( طوشة عرب الصبيح ) إلى (انتفاضة الزيت). أخيرا: وأنا أغوص بين ثنايا ذاكرة ( الرامة)،شعرت بغصة الظلم و الاستبداد،تماما كتلك الغصة التي شعرت بها حين كان والدي رحمه الله يروي لي ذاكرة الجزائر و تاريخ ثورتنا التحريرية المجيدة ضد الإستعمار الفرنسي..... وجهان لعملة واحدة ... هو الاستعمار و الاستيطان. امتلكني إحساس بالنشوة فعلا، و أنا أشعر بصفعة تهوي على وجه ( أبو خضر )، من نساء القرية، و للأمانة ... شعرت بصدى( كف) ام سالم بهية نخلة و أم بشارة عفيفة ظواهري يهوي على وجه الظلم و الطغيان المتمثل في شخص المستوطن ( أبو خضر) . ربما كنا بحاجة إلى مثل هذه ( الكفوف) و الصفعات التي تلزمنا بالتفكير كثيرا في رأب الصدع و الشرخ الاجتماعي الذي نجح الاحتلال في بثه داخل النسيج الاجتماعي الفلسطيني. و لربما تلزمنا صفعة قوية تهز سباتنا و صمتنا لنستفيق من أحلامنا، و بعضها لنوجهه إلى العدو كي يدرك أن ذاكرة فلسطين لازالت متقدة،متوهجة،لا و لن يطمسها الزمن مهما تعددت المؤامرات و اختلفت الأجيال.



تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.